20 تموز/يوليو 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزنا دولة الأخ المهندس علي أبو الراغب حفظه الله ورعاه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني أن أبعث إليك بتحية المودة والتقدير والشكر لك ولزملائك الوزراء الذين نهضوا معك بأمانة المسؤولية طوال السنوات الثلاث الماضية.
وقد تلقيت كتاب استقالتك الذي يعبر عما عرفته فيك من ولاء وانتماء وحرص على النهوض بالواجب وتحمل المسؤولية بإخلاص وتميز في الأداء وقدرة على تحقيق الإنجاز في إطار من العمل المؤسسي المستند إلى قواعد المعرفة ومواكبة روح العصر. وإنني إذ أعرب عن عميق اعتزازي بما حققته هذه الحكومة من إنجازات وما تصدت له من تحديات على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الإقليمي والدولي، فإنني أتوجه بالشكر بشكل خاص لكل من عمل واسهم في انجاز الانتخابات البرلمانية التي أردناها غاية في النزاهة والموضوعية والشفافية.
وبعد، فإنني إذ اقبل استقالة حكومتك، فإنني أعهد إليك بتشكيل حكومة جديدة وذلك استمرارا للنهج الذي بدأناه في الإصلاح والتطوير والتحديث في سائر ميادين الحياة وصولا إلى استكمال بناء دولة المؤسسات والقانون ومجتمع العدالة والمساواة وتحقيق التنمية الشاملة التي توفر الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن ومواطنة في الأردن العزيز.
دولة الاخ العزيز،
إن هذه المرحلة من مسيرتنا الوطنية التي يستأنف فيها مجلس النواب مسيرته ومشاركته الفاعلة في حياتنا الديموقراطية تتطلب أقصى درجات التعاون والعمل بروح الفريق الواحد بين السلطات الثلاث ومؤسسات المجتمع المدني بكل أشكالها حتى نتمكن من تسريع وتيرة الإنجاز والبناء على ما تم بناؤه في جميع المجالات ضمن رؤية وطنية شاملة وخطط وبرامج تضع جداول زمنية محددة لتحقيق الأهداف التي نسعى لتحقيقها بالاستناد إلى ثوابتنا الوطنية التالية:
أولا: إن الحفاظ على وحدتنا الوطنية وحمايتها من أي شكل من أشكال العبث بها أو الإساءة إليها هو ركيزة أساسية في سلم أولوياتنا الوطنية.
ثانيا: العدل أساس الحكم. فالمواطنون جميعا أمام القانون سواء ولا فضل لأحد على الآخر إلا بمقدار ما يقدم ويعطي لهذا الوطن والعدالة تقتضي تكافؤ الفرص أمام الجميع وتوزيع مكاسب التنمية على سائر أرجاء الوطن ومختلف شرائح المجتمع وفئاته، وهذا يقتضي بالضرورة ملاحقة كل أشكال الفساد والمحسوبية واستغلال الموقع لأغراض شخصية أو فئوية أو جهوية.
ثالثا: إن مسيرتنا الديموقراطية هي نهج حياتنا الذي اخترناه والتزمنا به وعلى ذلك فلا بد من تعزيز هذه المسيرة وترسيخ جذورها من خلال تنمية الحياة السياسية وتفعيل دور الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
رابعا: إن التنمية التي نريدها هي التنمية الشاملة ولا ينبغي ان تكون التنمية في أحد جوانب حياتنا على حساب الجوانب الأخرى.. فهي كل متكامل وعلى ذلك فلا بد من الاستمرار في تنفيذ خططنا وبرامجنا لمعالجة أوضاعنا الاقتصادية ومحاربة الفقر والبطالة وجذب الاستثمارات وإصلاح برامجنا التعليمية والتربوية والإدارية وتحديثها.
خامسا: إن الانفتاح على العالم ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين والتواصل معهم هو سمة هذا العصر. وقد أثمر تواصلنا مع العالم خلال السنوات الماضية والحمد لله، واستطعنا أن نحقق لوطننا الكثير من المنافع من خلال علاقاتنا الطيبة بالعديد من دول العالم على الصعيد الاقتصادي او الصعيد السياسي. ولذلك لا بد من تعزيز علاقاتنا بالعالم الخارجي ومد جسور التعاون معه والاستفادة من تجاربه وإمكاناته.
سادسا: لقد كان الأردن وسيظل بعون الله جزءا لا يتجزأ من أمته العربية وسيبقى منها ولها في كل الظروف والأحوال. وعلى ذلك فإن تعزيز علاقاتنا بأشقائنا العرب ودعمنا لمبدأ العمل العربي المشترك هو واجب نسعى دائما للنهوض به، ولذلك فنحن ملتزمون بدعم الأشقاء الفلسطينيين وقيادتهم ضمن أقصى طاقاتنا وإمكاناتنا حتى يتمكنوا من إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس.
أما العراق الشقيق فستبقى علاقاتنا به علاقة أخوية متميزة، وسنقف إلى جانب الشعب العراقي الشقيق والى جانب وحدة وسلامة الأراضي العراقية وحق الشعب العراقي في اختيار قيادته ومستقبله.
دولة الأخ الرئيس،
لقد وضعت حكومتك طوال السنوات الثلاث الماضية العديد من البرامج والخطط لتحقيق التنمية الشاملة التي تنعكس آثارها على حياة المواطن بشكل مباشر وملحوظ. وقد حققت الكثير من الإنجازات والحمد لله، والمطلوب الآن هو مواصلة العمل لتنفيذ هذه الخطط والبرامج وتسريع وتيرة التنفيذ والإنجاز. وكلي ثقة وتفاؤل بقربنا من تحقيق طموحات شعبنا في تحقيق التنمية المنشودة والحياة الحرة الكريمة لأبناء الأردن العزيز وبناته.
وأسال المولى عز وجل ان يعينك على تحمل المسؤولية، وستجد مني كل الدعم والمؤازرة، منتظرا موافاتي بأسماء من سيقع اختيارك عليهم وزراء يشاركونك تحمل أمانة المسؤولية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عبدالله الثاني ابن الحسين
عمان، في التاسع عشر من جمادى الأولى لسنة ألف وأربعمئة وأربع وعشرين هجرية
الموافق، للعشرين من تموز لسنة ألفين وثلاثة ميلادية